من التفاسير العصرية التي عنيت بالعقيدة بما تشمله من توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات. وقد أثنى عليه كثير من العلماء، بل أوصى به غير واحد منهم؛ وذلك لاهتمامه البالغ ببلورة عقيدة أهل السنة والجماعة، ولسهولة بيانه، ولجاذبية عرضه. وجاء التفسير في أربعة أجزاء، ويمكن تصنيفه ضمن كتب التفسير بالمأثور، وقد بدأه صاحبه بمقدمة قال فيها: "أحببت أن أرسم من تفسير كتاب الله ما تيسر، وما من به الله علينا، ليكون تذكرة للمحصلين، وآلة للمستبصرين، ومعونة للسالكين، ولأقيده خوفَ الضياع، ولم يكن قصدى في ذلك إلا أن يكون المعنى هو المقصود".
تفسير الجلالين يجمع بين طياته معاني مفردات القرآن الكريم , ويمتاز هذا التفسير بسهولة عباراته ومناسبته للعامة من المسلمين . اشترك في تأليف هذا التفسير جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي. ابتدأ المحلي تفسيره من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس ثم ابتدأ بتفسير الفاتحة وبعد إتمامها اخترمته المنية، وجاء جلال الدين السيوطي بعده فكمل تفسيره. وهو غاية في الاختصار والإيجاز على قدر ما يفهم به كلام الله ، واعتماده من الأقوال أرجحها ، وإعراب ما يحتاج إليه ، والتنبيه على القراءات المختلفة المشهورة . كما لا يخلو من الإسرائيليات وبعض الأخبار التي يجب التنبه لها.
تفسير جامع لآيات القرآن جميعًا ولكنه يركز بصورة شاملة على آيات الأحكام في القرآن الكريم . الكتاب من أفضل كُتب التفسير التي عُنيت بالأحكام .وهو فريد في بابه. وهو من أجمع ما صنف في هذا الفن . حدد القرطبي منهجه بأن يبين أسباب النزول ، ويذكر القراءات ، واللغات ووجوه الإعراب ، وتخريج الأحاديث ، وبيان غريب الألفاظ ، وتحديد أقوال الفقهاء ، وجمع أقاويل السلف ، ومن تبعهم من الخلف ، ثم أكثر من الإستشهاد بأشعار العرب ، ونقل عمن سبقه في التفسير ، مع تعقيبه على ما ينقل عنه ، مثل ابن جرير ، وابن عطية ، وابن العربي ، وإلكياالهراسي ، وأبي بكر الجصاص . وأضرب القرطبي عن كثير من قصص المفسرين ، وأخبار المؤرخين ، والإسرئيليات ، وذكر جانبا منها أحيانا ، كما رد على الفلاسفة والمعتزلة وغلاة المتصوفة وبقية الفرق ، ويذكر مذاهب الأئمة ويناقشها ، ويمشي مع الدليل ، ولا يتعصب إلى مذهبه ( المالكي ) ، وقد دفعه الإنصاف إلى الدفاع عن المذاهب والأقوال التي نال منها ابن العربي المالكي في تفسيره ، فكان القرطبي حرا في بحثه ، نزيها في نقده ، عفيفا في مناقشة خصومه ، وفي جدله ، مع إلمامه الكافي بالتفسير من جميع نواحيه ، وعلوم الشريعة . ويمتاز هذا التفسير عما سبق من تفاسير أحكام القرآن أنه لم يقتصر على آيات الأحكام ، والجانب الفقي منها ، بل ضم إليهل كل ما يتعلق بالتفسير . لا يستغني عنه العالم فضلا عن طالب العلم
4- تفسير الطبري ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن )
الإمام ابن جرير الطبري
وهو أجل التفاسير وأشهرها ، ويعتبر الطبري أبا المفسرين كما يعتبر أبا للتاريخ الإسلامي ، وتفسيره من أقوم التفاسير وأعظمها ، وهو المرجع الأول عند المفسرين . وللمؤلف منهج خاص بذكر الآية ، أو الآيات من القرآن الكريم ، ثم يبين تأويلها ومعناها ، ويذكر أشهر الأقوال فيها ، ويستشهد على القول بما يؤثر عن الصحابة والتابعين ، ثم يتعرض لترجيح الأقوال ، واختيار الأولى بالتقدمة ، ويتعرض لناحية الإعراب ، واستنباط الأحكام التي تؤخذ من الآية ، وترجيح ما يراه . وهذا الكتاب هو أوثق وأقدم ما دون في التفسير بالمأثور ، أي بما ثبت بالنقل من بيان القرآن بالقرآن ، وبما ورد فيه من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما روي عن الصحابة والتابعين ، كما أنه أهم مصادر التفسير بالرأي والمعقول ، أي بالإجتهاد والإستنباط وإعمال اللغة والعقل ، قال النووي : " أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري " قال عنه الإمام السيوطي : " وكتابه أجل التفاسير وأعظمها فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض ، والإعراب والاستنباط فهو يفوق بذلك على تفاسير الأقدمين " وقال الإمام النووي : " أجمعت الأمة على أنه لم يُصنَّف مثل تفسير الطبري " وقد حوى ابن جرير جميع تراث التفسير الذي تفرق قبله في كتب صغيرة منذ عصر عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ إلى النصف الأول من القرن الثالث الهجري .
قال الشيخ رحمه الله : وقد كنتُ كتبتُ من هذا العلمِ ما تيسَّرَ لطلابِ المعاهد العلمية في جامعة الإِمام محمد بن سعود الإِسلامية، فطلب مني بعض الناس أن أفردها في رسالة، ليكون ذلك أيسر وأجمع فأجبته إلى ذلك.
من اهم التفاسير الاثرية، مع وجازة لفظه وشمول معانيه، وقد جعل الله له قبولا عظيما بين الناس، خاصة وعامة. ومن أهم مميزات تفسير ابن كثير رحمه الله : اختياره أحسن الطرق في تفسير القرآن مثل تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين . اهتمامه باللغة وعلومها وأهتمامه بالأسانيد ونقدها .. أهتمامه بذكر القراءات واسباب النزول .. قال السيوطي : وله ( أي ابن كثير ) التفسير الذي لم يؤلف على نمطه مثله . وقال الشوكاني : وله التفسير المشهور وهو في مجلدات وقد جمع في فأوعى ونقل المذاهب والأخبار .. وقال أحمد شاكر في عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير : وبعد فإن تفسير الحافظ ابن كثير أحسن التفاسير التي رأينا ، وأجودها وأدقها بعد تفسير إمام المفسيرين أبي جعفر الطبري . والله أعلم .
جزى الله من قام بنقل هذا التفسير الميسر النافع المفيد من موقع (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف).. وقد قمنا في شبكة مشكاة بنسخه من شبكة التفسير جزاهم الله خيراً .